سمك القاروص


الصفات البيولوجية:
الجسم طويل، مضغوط، ذو تخنصر ذيلي عميق. الرأس مدبب، ذو شكل مقعر يتحدب أمام الزعنفة الظهرية. الفم كبير ومائل قليلا ويصل الفك العلوي خلف العين، الأسنان زغابية، ولا توجد أنياب. تحمل الحافة السفلى لمنطقة ما قبل الغطاء الخيشومي شوكة قوية. الغطاء الخيشومي به شوكة صغيرة ونتوء مسنن أعلى منشأ الخط الجانبي. يحوى القوس الخيشومي السفلى الأول 16-17 من الأسنان الخيشومية. الحراشف (القشور) كبيرة مسننة (مشطية). الزعنفة الظهرية بها من 7 إلى 9 أشواك ومن 10 إلى 11 شعاعا، ويفصل الأشواك عن الأشعة ندبة عميقة جدا، الزعنفة الصدرية قصيرة ودائرية وتوجد العديد من الأسنان القصيرة القوية أعلى قاعدتها. تحتوي الزعنفة الظهرية والزعنفة الشرجية على صفائح قشرية. الزعنفة الشرجية دائرية وبها 3 أشواك ومن 7 إلى 8 أشعة قصيرة. الزعنفة الذيلية دائرية. اللون إما بني زيتوني في الأعلى فضي في الجانبين والبطن (وهذا في الغالب هو لون اليوافع) أو أخضر/ أزرق في الأعلى وفضي في الأسفل. ولا توجد بقع أو خطوط على الزعانف أو الجسم.

خلفية تاريخية:
القاروص الآسيوي (Lates calcarifer)الذي يعرف في آسيا بالقاروص وفى أستراليا بالباراموندى، هو سمكة كبيرة تتحمل مدى واسعا من الملوحة، وهو من عائلة (Centropomidae) التي تنتشر في المنطقة الغربية للمحيط الهادي من الخليج العربي إلى الصين، تايوان، غينيا الجديدة وشمال أستراليا. وقد بدأ استزراع هذا النوع في تايلاند منذ السبعينيات من القرن الماضي، وسرعان ما انتشر في جنوب شرق آسيا. ومن الأسباب التي جعلت الباراموندي مرشحا مثاليا للاستزراع *أنه نوع قوي يتحمل الازدحام ولديه مدى تحمل فسيولوجي واسع. *الخصوبة العالية للإناث تؤدي إلى الإنتاج الوفير للزريعة. *سهولة إنتاج الزريعة. *يتغذى جيدا على العلف الصناعي كما يمكن فطام الصغار على الأعلاف الصناعية بسهولة. *الباراموندي ينمو سريعا ويصل إلى حجم الحصاد (350 جم إلى 3 كجم) في غضون ستة أشهر إلى سنتين. ويستزرع الباراموندي حاليا على نطاق واسع، إلا أن معظم إنتاجه يأتي من جنوب شرق آسيا، خاصة من الاستزراع في الأقفاص الساحلية الصغيرة. وغالبا ما تضم هذه المزارع مزيجا من الأنواع تشمل الباراموندي والهامور (الوقار) والحمرة. وتقوم أستراليا بتطوير مزارع الباراموندي كبيرة الحجم، التي تعكس النمط الصناعى للاستزراع المائي الموجود في أوروبا. وعند استزراع الباراموندي خارج المناطق المدارية يستخدم النظام الدائري (كما في جنوب أستراليا والشمال الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية). وقد أدخل الباراموندي بغرض الاستزراع إلى إيران، جوام، بولينيزيا الفرنسية، الولايات المتحدة الأمريكية (هاواي وماسوشوستس) وإسرائيل.

البيئة و البيولوجية:
يقطن الباراموندي المياه العذبة والمياه معتدلة الملوحة والمالحة، بما في ذلك الجداول، البحيرات، البلابونجات (billabongs)، المصبات والمياه الساحلية. ويعتبر الباراموندي من الأسماك القانصة المفترسة، حيث تتغذى الأسماك الناضجة على القشريات والأسماك. وتتباين مواسم التبويض لهذا النوع. ففي جنوب أستراليا يتناسل بين سبتمبر ومارس، وذلك باختلاف خطوط العرض بسبب اختلاف درجات الحرارة. ويتزاوج الباراموندي في الفلبين بين يونيو إلى أكتوبر، بينما في تايلاند فإن التناسل يرتبط بالرياح الموسمية (المونسون)، ويبلغ أقصى معدل تبويضي له على فترتين وذلك أثناء الرياح الموسمية الشمالية الشرقية (أغسطس إلى أكتوبر) وأثناء الرياح الموسمية الجنوبية الغربية (فبراير إلى يونيو). ويحدث التزاوج بالقرب من مصبات الأنهار، عند النهايات المنخفضة للمصبات أو حول الأراضي الساحلية المرتفعة. ويبيض الباراموندي بعد اكتمال القمر وبعد ظهور القمر الجديد خلال مواسم التبويض. وعادة ما يكون التبويض مصاحبا للمد الذي يساعد على نقل البيض واليرقات إلى المصبات. وخصوبة الباراموندي عالية حيث يمكن للأنثى التي تبلغ من الطول 120 سم أن تنتج من 30 إلى 40 مليون بيضة. ولذلك يتطلب الأمر أعدادا قليلة من الأمهات لإنتاج عدد كاف من اليرقات في المفرخات. وتظل اليرقات في مستنقعات التحضين بمياه المصبات لشهور عدة قبل أن تغادرها إلى نهايات المياه العذبة للأنهار والجداول الساحلية. وتبقى يوافع الباراموندي في المياه العذبة حتى عمر 3 إلى 4 سنوات (يصل طولها 60 -70 سم)، حيث تصل إلى النضوج الجنسي كذكور، ثم تتحرك في اتجاه مجرى النهر أثناء موسم التزاوج لتساهم في عملية التبويض. ولأن الباراموندي يمكنه أن يتحمل مدى واسعا من الملوحة فهو يستزرع في درجات ملوحة متباينة تتراوح بين المياه العذبة والمياه المالحة. وعندما يصل إلى 6-8 سنوات في العمر (85 - 100 سم) يتحول الباراموندي الأسترالي من ذكور إلى إناث، ويبقى هكذا بقية حياته. أما التحول الجنسي للتجمعات الآسيوية من هذا النوع فهو غير معروف جيدا، كما أن الإناث الأصلية شائعة. وعلى الرغم من أن بعض أنواع الباراموندي كثيرة الحركة بين الأنظمة النهرية، إلا أن معظمها تبقى في أنهارها الأصلية، ولا تتحرك إلا لمسافات قصيرة فيها. ويعتبر هذا التنقل المحدود بين الأنهار أحد العوامل التي أدت إلى ظهور مجموعات من الباراموندي مميزة وراثيا في شمال أستراليا، حيث توجد ست سلالات جينية مميزة في كوينزلاند وعشر سلالات أخرى في الأراضي الشمالية وغرب أستراليا.